السبت، 16 أغسطس 2025

إسرائيل الكبرى، لماذا الآن؟

مصطلح "إسرائيل الكبرى" يُستخدم للإشارة إلى رؤية توسعية لحدود إسرائيل، تستند إلى تفسيرات دينية وسياسية لبعض النصوص التوراتية، مثل سفر التكوين (15:18-21)، التي تتحدث عن "أرض الميعاد" من نهر النيل إلى نهر الفرات.

تاريخيًا، ارتبط المصطلح بالصهيونية التصحيحية، التي دعت إلى ضم أراضي فلسطين التاريخية، بما فيها الضفة الغربية، قطاع غزة، والأردن. 

بعض التفسيرات المتطرفة تشمل أجزاء من مصر، سوريا، لبنان، العراق، والسعودية،

لكن هذه الرؤية تظل مثار جدل ولا تعكس الحدود الرسمية لإسرائيل المعترف بها دوليًا. في السياق الحديث.

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلًا في أغسطس 2025 بتأييده لهذا المفهوم خلال مقابلة، حيث أشار إلى خريطة تشمل فلسطين والأردن وأجزاء من دول مجاورة، مما أثار ردود فعل غاضبة عربيًا وإسلاميًا، مع إدانات من دول مثل الأردن، مصر، والسعودية.

ومع ذلك، تنفي السلطات الإسرائيلية رسميًا وجود خطط فعلية لتوسيع الحدود إلى هذا الحد، مشيرة إلى أن الخريطة غالبًا رمزية أو مستندة إلى سياقات دينية وتاريخية.

الخريطة المرتبطة بهذا المفهوم ظهرت في سياقات مختلفة، مثل عملة 10 أغورات الإسرائيلية، التي أثارت جدلًا عندما رآها البعض دليلًا على طموحات توسعية، رغم نفي بنك إسرائيل لذلك، مؤكدًا أن التصميم مستوحى من عملة تاريخية.

كما عُرضت خرائط مشابهة في خطابات سياسية، مثل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة عام 2023، أو خطاب الوزير بتسلئيل سموتريتش في باريس عام 2023.

مع ذلك، يبقى المفهوم مثيرًا للجدل، حيث يراه البعض تعبيرًا عن طموحات استعمارية، بينما يعتبره آخرون مجرد رؤية دينية أو سياسية بدون أساس واقعي.

الواقع الجغرافي يظل مقتصرًا على حدود إسرائيل المعترف بها دوليًا، مع احتلال الضفة الغربية، غزة، والجولان، دون أي دليل ملموس على خطط لتوسع يشمل دولًا أخرى.

ولكن يبقى السؤال، لماذا صرح بنيامين نتنياهو بهذا التصريح في هذا الوقت؟

اسرائيل اتبعت سياسية نسميها عندنا في السعودية والخليج ( اضربه بالموت يقر بالشهادة).

فإسرائيل ترغب وبشدة في ضم الضفة الغربية وغزة والجولان الى حدودها، فهي منطقيا لا تستطيع السيطرة على كل المساحة الجغرافية التي زعموا انها إسرائيل الكبري، فكل اليهود في العالم لا يتجاوزون ال 16 مليون شخص، وأكثر من نصفهم لا يرغب في القدوم الى اسرائيل وترك دولهم.

فلماذا صرح نتنياهو ذلك؟

تعاني اسرائيل هذه الفترة عزلة دولية حيث ان دول اوروبا التي كانت عبر عقود المؤيد والداعم لإسرائيل بدأت تعترف بالدولة الفلسطينية, وبدا العالم يعترف بها فلقد بلغ عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية ما بين 147 و 149 

ويتزايد العدد كل يوم فهنالك دول ابدت استعدادها للاعتراف والمهم انها دول اوربية والدول التي تنوي الاعتراف بدولة فلسطين والتي  أعربت عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، أو ربطت اعترافها بشروط معينة، تشمل: 

فرنسا: أعلن الرئيس ماكرون عزمه الاعتراف في سبتمبر 2025.

بريطانيا: أعلنت نيتها الاعتراف المشروط بوقف إطلاق النار في غزة وعدم ضم الضفة الغربية.

كندا: أبدت نية الاعتراف مع اشتراط تغييرات سياسية لدى السلطة الفلسطينية.

أستراليا: أعلنت عن خطط للاعتراف في سبتمبر 2025.

مالطا: أكد رئيس وزرائها التزامًا بالاعتراف الرسمي.

البرتغال: أعلن رئيس وزرائها عن مشاورات للاعتراف.

وهنالك دول أخرى: تشمل فنلندا، نيوزيلندا، أندورا، سان مارينو، ولوكسمبورغ، أعربت عن نية الاعتراف أو دعمها للمسار الدبلوماسي.

وكل هذا نتيجة للجهود الدبلوماسية الجبارة التي بذلتها المملكة العربية السعودية.

هنا ياتي الإعلان، حتى تتردد هذه الدول في الإعتراف ولا تسبب ازمة في المنطقة يصعب تداركها.

وحتى تتوقف الدول العربية عن الضغط السياسي والدبلوماسي ويتنازلوا عن الضفة الغربية وغزة والجولان. وايقاف المناداة بحل الدولتين.

اسرائيل تعلم ان فكرة اسرائيل الكبري لا يمكن تطبيقها نهائيا، فهي فكرة طوباوية خيالية، لا يملكون الدعم الدولي او عدد السكان الذي يؤهلهم لاحتلال كل هذه المنطقة.

ولكن بعض الساذجين على وسائل التواصل يروجون لهذه الفكرة السخيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

; أتمنى لكم قراءة ممتعة مفيده
أرحب بكل أرآكم ومقترحاتكم يرجى ذكر الاسم أو الكنية للإجابة - ونأسف لحذف أي تعليق
لا علاقة له بموضوع المقال
لا يلتزم بالأخلاق ااو الذوق العام